
قال وزير التنمية المحلية المصري محمود شعراوي إنه أصدر توجيهات للمحافظات الساحلية بالتنبيه على القرى السياحية بعدم منع المحجبات من نزول حمامات السباحة بما يعرف بـ”البوركيني”.
وقال شعراوي في بيان أمس الجمعة، إن الوزارة سبق أن أصدرت ذلك التنبيه، طالما أن لباس السباحة “ليس مصنوعاً من أي مواد لها تأثير أو ضرر على طبيعة المياه ولا يسبب آثاراً سلبية على الصحة العامة ومطابق للمواصفات الصحية”.
وأضاف أن المحافظين على تواصل مستمر مع أصحاب وملاك الفنادق والقرى والمنتجعات السياحية الخاضعة تحت إشراف المحافظات للتأكد من تلك الضوابط والتي يتم وضعها بالتنسيق مع الجهات المعنية بالدولة.
وأشار البيان إلى أن تصريح الوزير، جاء رداً على ما تداوله بعض رواد موقع فيسبوك منذ عدة أيام “حول منع نزول سيدة بالمايوه الشرعي البوركيني في حمام السباحة الخاص بأحد القري السياحية بالساحل الشمالي”.
من جانبه، قال مساعد وزير السياحة والآثار للرقابة على المنشآت السياحية والفندقية، عبد الفتاح عاصي، إنه “لا يحق لأحد بالفنادق والمنتجعات السياحية منع المحجبات من نزول حمامات السباحة بالمايوه الشرعي أو البوركيني” حال كونه من خامات ملائمة لحمامات السباحة، وليس له أثر سلبي على الصحة العامة ومطابق للمواصفات الصحية، مشيرا الي أن الوزارة كانت قد أصدرت من قبل منشورا في هذا الشأن وتم تعميمه علي الفنادق والمنتجعات السياحية.
وأكد في تصريحات نشرتها صفحة رئاسة مجلس الوزراء المصري على فيسبوك، على أن من يتعرض للمنع أن يتقدم بشكوى لوزارة السياحة والاثار.
وتصدرت مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خلال الأسابيع الماضية، قصص عن رفض المترددين على الشواطئ وأماكن السباحة وجود المحجبات بزي السباحة “البوركيني” في المياه، وتنوعت الآراء بين رافضين ومؤيدين.
ونشر أحد رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يظهر رفض بعض رواد قرية “ستيلا الساحل” السياحية لوجود محجبات في أماكن السباحة واستدعاء الأمن التابع للمكان لطردهن، الأمر الذي رفضه البعض ووصفوه بالعنصرية.
ويظهر الفيديو أشخاصًا بينهم نساء يتهجمن على امرأة ترتدي “البوركيني” داخل البركة، بحجّة أن نوع القماش الذي ترتديه سيئ وغير ملائم للسباحة، وقد يتفاعل داخل المسبح، وأنه مظهره غير لائق.
ودافعت المرأة عن نفسها، وناصرها آخرون، وأوضحت أنها تسبح بهذا “المايوه الشرعي” في كاليفورنيا بالولايات المتحدة أيضًا، ولم تتعرض لأي عنصرية كالتي تعرضت لها في مصر.
وتفاعلت القضية عبر مواقع التواصل الاجتماعي، إذ وصفها ناشطون بأنها “عنصرية” مرفوضة بشكل قطعي، وقال ناشطون إن مثل هذه الممارسات يتم استهجانها في دول غير عربية أو مسلمة، ومن الصادم رؤيتها في مصر.
وقال مغردون إن ما يحدث هو أمر غير مقبول، خاصة إن كان يتعرض للحرية الشخصية للأفراد، مؤكدين أن ما يحدث هو انتهاك للحريات، ولكن لا يجد دعما من قبل الحركات النسوية في مصر.
في المقابل، اعترض آخرون على ارتداء المحجبات “البوركيني” في المسابح من الأساس، معتبرين أنه يصف الجسم بشكل لا يتلاءم مع مفهوم الحجاب الشرعي، واقترح آخرون تخصيص مسابح وشواطئ للنساء لحل هذه المشكلة.
بينما قال البعض إن الأمر كله يتعلق بالحرية الشخصية، فلا يجب أن يتدخل أحد فيما ترتديه المرأة في أي مكان، وطالبوا بتدخل المسؤولين لإيقاف ما أسموه “بالعنصرية” ضد المحجبات.